f
تواجه خيارات الاحتلال تجاه غزة رفضاً فلسطينياً وإقليمياً، وفي بعض الأحيان أمريكياً وغربياً، وبالتالي هي لا تكرس سوى التخبط ولا يمكن أن يوجد استقرار نسبي إلا إذا حصل تحسن في الوضع عمّا كانت تعيشه القضية الفلسطينية قبل 7 أكتوبر.
يمكن القول إن حماس قد أخلت بالتوازنات في القضية الفلسطينية الإسرائيلية بهجومها الفعال. ويمكن قراءة هذا التطور على أنه هجوم له آثار إقليمية وعالمية. لأنه أثر بعمق على السياسات الخارجية ليس فقط لإسرائيل، ولكن أيضا للدول الغربية. في عام 2024، من ناحية، سيواصل المجتمع الدولي دعم "الانتفاضة العالمية" التي بدأتها حماس والحديث عن إسرائيل كمشكلة. ومن ناحية أخرى، ستواصل الدول والجهات الفاعلة غير الحكومية التي تريد تطبيق معايير النظام العالمي البحث عن طرق لردع سياسة إسرائيل التوسعية والعدوانية المتهورة بدعم من الغرب.
حتى لو التزم القادة الصمت أو تراجعوا، فإن المظاهرات الفلسطينية في الدول الأوروبية تظهر أن الناس لن ينسوا المجزرة الإسرائيلية في غزة وسيحملون حكوماتهم المسؤولية عنها. إن إطلاق النار على المستشفيات وقتل الأطفال والنساء أمام أعين العالم بأسره خلق جروحا عميقة في الضمير الإنساني.
يمكن أن تؤدي الزيادة في الاشتباكات والإصابات إلى تعبئة الفلسطينيين في الضفة الغربية والفلسطينيين الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية الذين يعيشون في إسرائيل، وتوسيع الصراع داخل إسرائيل. وسيعني انتشار الصراع أيضا زيادة في الصراعات بين المجتمع الإسرائيلي والعرب الفلسطينيين، الأمر الذي يمكن أن يسهل حدوث الانتفاضة الثالثة.
من الضروري النظر في الضغط العالمي على إسرائيل، وموقف الولايات المتحدة، وموقف دول المنطقة وأعمال الجهات الفاعلة المسلحة غير الحكومية معا. على المدى القصير، قد يكون التطور الوحيد الذي سيخرج الحرب من مسارها الحالي إلى سياق مختلف تماما هو فتح جبهات جديدة من قبل الجماعات الموالية لإيران. لأنه من المفهوم أنه لا دول الخليج العربية ولا مصر ولا إيران على استعداد للتدخل مباشرة ضد إسرائيل.