في الحقيقة سمح الاحتلال الإسرائيلي بدخول هذه الكميات المحدودة لأسباب بعيدة كلَّ البُعد عن الجانب الإنساني، بل جاءت الموافقة على دخول المساعدات خدمةً لأهداف سياسية وعسكرية ولصالح إستراتيجية تل أبيب في حربها على غزة.
من الضروري النظر في الضغط العالمي على إسرائيل، وموقف الولايات المتحدة، وموقف دول المنطقة وأعمال الجهات الفاعلة المسلحة غير الحكومية معا. على المدى القصير، قد يكون التطور الوحيد الذي سيخرج الحرب من مسارها الحالي إلى سياق مختلف تماما هو فتح جبهات جديدة من قبل الجماعات الموالية لإيران. لأنه من المفهوم أنه لا دول الخليج العربية ولا مصر ولا إيران على استعداد للتدخل مباشرة ضد إسرائيل.
في بيان صادر عن منظمة التعاون الإسلامي قبل القمة، تم التأكيد على أن هذه القمة عقدت حول "القضية الفلسطينية، التي هي القضية المركزية للأمة الإسلامية، والتطورات الخطيرة المتعلقة بمدينة القدس".
إنّ عبارة "الرد سيغيِّر الشرق الأوسط" تحمل كثيراً من الغرور والصلف من جهة، كما تحمل كثيراً من الرغبة في الاستمرار بالعمل حتى السيطرة التامة على منطقة الشرق الأوسط، حيث ترى إسرائيل وقيادتها أنّها لا بدّ أن تقود المنطقة وتتحكم فيها كيفما تشاء.
في حين أن تحرك تركيا نحو سياسة خارجية أكثر استقلالية نتيجة لزيادة قدرتها الاقتصادية والعسكرية في أواخر القرن العشرين تسبب في عدم الراحة في الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين، فإن الضغط والعقوبات من هذه الدول في عام 2010 لإعادة أنقرة إلى سياسات ذات توجه غربي أدت إلى مزيد من تصعيد الأزمة.