الهجرة الجماعيَّة ظاهرةٌ عالميَّةٌ سبَبُها القُوى العالميَّة، فالهجراتُ الجماعيَّة للنَّاس بحثًا عن الخبز والمياه الصَّالحةِ للشُّربِ وغيرها من ظروفِ المَعيشَةِ ليست من صُنعِ رُؤَساءِ البلديَّاتِ في أيِّ مدينةٍ بالعالم، فالنَّاس حُمِلوا على الهجرة بفعل القُوى العالميَّة التي تَركَتهم محرومين من أسبابِ الوُجودِ، وأجبرتهم على التَّرحالِ أو الموتِ. ولهذا فالمُشكلةُ كبيرةٌ جدًّا. ولكنَّ المهاجرين ذهبوا إلى ميلانو وروما ولندن وإسطنبول، والذين ينبغي عليهم مُعالَجةُ هذه المُشكلة هم رُؤساءُ بلديَّاتِ تلك المُدن، أو أعضاء مجلس البلديَّة. زيغمونت بومان وكارلوس بردوني، الدَّولة وحالة الأَزْماتِ، ص24.
يتناول هذا البحث الخطوط العامَّة لنموذج الإدارة الذي تمَّ الانتقال إليه بعد انتخابات 24 يونيو/حزيران 2018 مع تحليلاتها. كما يتطرَّق إلى تجارب الدُّول التي يحكمها نظامٌ رئاسيٌّ، وتقييم خطوات رئيس الجمهوريَّة في صنع السِّياسة العامَّة، وتنفيذها، وزيادة قُدرَتها التَّقييميَّة، إلى جانب التَّغييرات التي طالت مجلس الوزراء والوزارات. ويرى البحث أن نظام الحكم الجمهوريّ الرِّئاسيّ يحتاج إلى إعادة هيكَلَة النِّظام التَّنفيذيِّ؛ لأنَّ التَّنظيم القويَّ السَّليم للسُّلطة التَّنفيذيَّة في نظام الحكم الجمهوريِّ الرِّئاسيِّ يُعَدُّ واحدًا من الشُّروط الأساسيَّة للأداء السَّريع والفعَّال.
إن أهم قوة لحزب العدالة والتنمية منذ عام 2001 في موضوع الإصلاح هو كونه متقدمًا الأحزاب السياسية الأخرى دائمًا، وتموقعه الدائم حول التغيير والاستقرار بشكلٍ مستمرّ . وهذا التموقع نتيجة ادعاء حزب العدالة والتنمية وزعيمه بتغيير تركيا. وقد مرّ هذا الادعاء من عمليةٍ ديناميكية عاشت فيها المحاسبة والأزمات إلى جانب الإصلاح والانفتاح والترميم. وتأتي خطابات الحزب لإضفاء الشرعية على السياسات التي تشكّل جوابًا لآلام مخاض هذه العملية.
ملخص تستضيف تركيا أكثر من 3.5 مليون سوري منذ عام 2011، ومن حينها تعمل على تطوير سياسات للسوريين تتعلق بالسكن والعمل والصحة والتعليم. في حين أن الحرب في سوريا لا زالت مستمرة، إلا أنه تم القضاء على مساحة العيش في سوريا بالكامل تقريبًا، وعليه فإن افتراض بقاء السوريون لفترة طويلة، يعني تنحي السياسات قصيرة المدى أمام السياسات طويلة الأجل. من الواضح أن التعليم هو المجال الأكثر أهمية في سياق تطوير السوريين كشخوص وكمجتمع، وكذلك في سياق تسهيل تكيفهم مع المجتمع التركي. وبالنظر إلى حقيقة أن نصف السوريين الذين يعيشون في تركيا هم من الأطفال والشباب، وعددهم ما يقارب المليون، الذين في حاجة للتعليم، فمن الواضح أن هناك حاجة إلى خريطة طريق طويلة الأجل.
تتناول هذه الدراسة التحليلية أهمية منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط، والنفوذ العسكري الروسي فيها، وسياسات روسيا في المنطقة. وقد توصّلت الدراسة إلى نتيجة مفادها أن روسيا برغبتها في مدّ نفوذها في شرق البحر المتوسط تستهدف منطقة الشرق الأوسط برمّتها، وأنّ موسكو تملأ فراغات النفوذ الأمريكي المتناقص في المنطقة. كما تشير الدراسة في إطار هذا المشهد إلى إسقاطات روسيا المستقبلية في شرق البحر الأبيض المتوسط بما يتعلق بالطاقة والعلاقات مع قوى المنطقة، وترى الدراسة أن روسيا بدأت بتغيير التوازنات في منطقة الشرق الأوسط من خلال إستراتيجياتها في شرق البحر الأبيض المتوسط، وجعلت المكتسبات الأمريكية في خطر، وقد أثّر هذا الوضع في علاقات التحالف في المنطقة، حتّى تحوّل عامل القوة والنفوذ لمصلحة موسكو.