f خمسة أسئلة: أبعاد زيارة وزير الدفاع التركي خلوصي اكار الى العراق | خمسة أسئلة | SETA خمسة أسئلة: أبعاد زيارة وزير الدفاع التركي خلوصي اكار الى العراق – SETA

خمسة أسئلة: أبعاد زيارة وزير الدفاع التركي خلوصي اكار الى العراق

مع من التقى السيد وزير الدفاع والوفد المرافق له؟ ما هي الملفات التي تم مناقشتها مع السيد وزير الدفاع؟ لماذا هذه الزيارة مهمة من حيث الوقت والمضمون؟ ما مدى تفاعل الجانب العراقي مع هذه الزيارة؟ ما المتوقع بعد هذه الزيارة؟

1- مع من التقى السيد وزير الدفاع والوفد المرافق له؟

في ديسمبر2020 سبق ان أعلنت وزارة الخارجية العراقية إلغاء زيارة لوزير الدفاع التركي الى العراق، على خلفية الغارات التركية على مناطق تواجد PKK في الاراضي العراقية. ولكن زيارة رئيس الوزراء العراقي الى تركيا ساهمت في استعادة قوة العلاقات مجدداً بين الطرفين، وخاصة ان تركيا شريك اقتصادي مهم للعراق وان هناك الكثير من الملفات السياسية والامنية والاقتصادية التي تهم البلدين، ما تطلب تنسيقاً وتعاوناً مشتركاً للتعامل معها.

منذ الاثنين 18 يناير يجري السيد وزير الدفاع “خلوصي أكار” على رأس وفد أمني رفيع، وبرفقة رئيس الأركان “يشار غولر”، في زيارة رسمية الى العراق استمرت ثلاثة ايام.

كان في استقبال السيد اكار نظيره وزير الدفاع العراقي جمعة عناد الجبوري، كما أجرى خلالها لقاءات مع عدد من المسؤولين في مقدمتهم الرئيس العراقي برهم صالح ورئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، ووزير الداخلية عثمان الغانمي. وخلال زيارته اربيل، التقى برئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني ورئيس الحكومة مسرور بارزاني ورئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني.

وكان لهذه الزيارة اهتمام بالغ من قبل وسائل الاعلام العراقية.

2- ما هي الملفات التي تم مناقشتها مع السيد وزير الدفاع؟

أبرز الملفات التي ناقشها لسيد اكار والوفد المرافق له مع المسؤولين العراقيين، ركزت على القضايا الامنية، منها: تعزيز التعاون العسكري بين العراق وتركيا، وزيادة التعاون والتنسيق بشأن مكافحة وتقييد أنشطة تنظيم PKK الارهابي لا سيما بعد فشل اتفاق “سنجار” بين بغداد واربيل الذي يقضي بانسحاب مقاتلي PKK من منطقة سنجار المحاذية لسوريا. وكانت بغداد وأربيل أعلنتا في أكتوبر 2020 التوصل إلى اتفاق وصفتاه بـ «التاريخي» بشأن إدارة سنجار.

بالمقابل أكد السيد خلوصي اكار عن استعداد الجيش التركي لتقديم الدعم والمشورة في مجالات مكافحة الإرهاب والتدريب والمناورات المشتركة.

كما تم عرض الوفد التركي على العراق المساعدة في قضية سنجار وأنها قادرة على معالجة هذه البؤرة المتوترة من خلال الطائرات المسيرة وتقنية الحرب الحديثة، والتعاون الاستخباراتي مع وزارة الداخلية العراقية.

كما أعرب السيد خلوصي اكار عن أمله في تسوية جميع المشاكل العالقة بين الإقليم وبغداد من خلال الحوار وفي إطار الدستور.

كذلك، تم مناقشة ملف المعبر الحدودي الجديد، وما هي الإجراءات التي اتخذتها الحكومة العراقية والتي سبق وأن تعهد بها الكاظمي في زيارته الأخيرة لأنقرة. بالإضافة لمناقشة ملفات أخرى مثل ادارة موارد المياه وتعزيز التجارة بين البلدين، وكذلك لقائه وفد الجبهة التركمانية العراقية في اربيل.

3- لماذا هذه الزيارة مهمة من حيث الوقت والمضمون؟

أهمية الزيارة تأتي أولا، من أنها تضمنت شخصيات أمنية وعسكرية، خاصة مع وجود رئيس الأركان يشار غولر. وترتبط اهميتها أيضا، كونها جاءت استكمالا للمباحثات التي تمت في أنقرة بعد أقل من شهر على زيارتين للجانب العراقي، وهي زيارة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في 17 من ديسمبر، ثم زيارة وزير الدفاع العراقي في 28 ديسمبر 2020.

تأتي اهمية الزيارة من حيث التوقيت، انها جائت مع تولي “جو بايدن” رئاسة الولايات المتحدة، وتسعى تركيا الى زيادة الضغط على PKK شمال العراق وبناء اتفاقيات مع الجانب العراقي تجعل حكومة الكاظمي أكثر مرونة مع تركيا في حربها ضد PKK داخل الأراضي العراقية.

لذا يمكن القول انها خطوة استباقية قبل وصول الإدارة الأمريكية الجديدة إلى البيت الأبيض في مواجهة مرحلة بايدن، خصوصا بعد تعيينه “بريت ماكغورك” مبعوثاً للشرق الأوسط والمعروف بدعمه للجماعات الكردية الارهابية.

اما اهمية الزيارة من حيث المضمون، تأتي في إطار معالجة الفراغ الأمني بين منطقة كاني ماسي وزاخو وهي بحدود ٥٠ كيلو متر والتي لايزال PKK يتحرك بها ولا تستطيع القوات التركية التحرك بها دون موافقة من الحكومة العراقية. والتفاهمات مع حكومة اربيل للاطلاع على موقف حكومة الإقليم بعد اتفاق سنجار، وهل من الممكن التوصل لاتفاق يضمن مساحة حركة أكبر للقوات التركية خصوصا، في مناطق خامتير وصولا الى سنجار.

4- ما مدى تفاعل الجانب العراقي مع هذه الزيارة؟

رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي شدد على رفض العراق أي تهديد أو نشاط إرهابي يستهدف تركيا، انطلاقا من الأراضي العراقية، وأوضح “أن قدرة العراق على معالجة هكذا تهديدات إنما تتعزز عبر استمرار فرض القوات الأمنية العراقية لوجودها، في كل نقطة من أراضينا، ومن خلال التعاون العسكري بمساعدة الأصدقاء في تركيا وفي حلف الناتو”.

اما الرئيس العراقي برهم صالح أكد على “أهمية تخفيف التوترات في المنطقة والركون إلى الحوار البنّاء في حسم المسائل العالقة وتعزيز التعاون والتنسيق الإقليمي من أجل مواصلة الحرب على الإرهاب”.

اما بالنسبة للمسؤولين الاكراد فان زيارة جاءت كتجسيد لوجود التفاهمات بين الطرفين، ولقاء وزير الدفاع التركي بالقيادات الرئيسية في اقليم كردستان العراق على رأسهم رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مؤشر على أهمية الزيارة وعمق العلاقات بين انقرة واربيل. وعبر رئيس الاقليم نيجرفان بارازاني عن شكره لتركيا على المساعدات التي قدمتها للعراق وإقليم كردستان في الحرب على تنظيم “داعش” الإرهابي.

وقام السيد اكار بزيارة مكتب الجبهة التركمانية العراقية في مدينة أربيل، وكان في استقباله وفد من المسؤولين، أبرزهم وزير شؤون المكونات في إقليم كردستان شمالي العراق، أيدن معروف سليم. وأكد أكار على استمرار دعم بلاده للجبهة التركمانية العراقية، قائلا: “قلوب 83 مليون تركي معكم”.

5- ما المتوقع بعد هذه الزيارة؟

اختتم السيد وزير الدفاع زيارته الى العراق بقوله “مصممون على إنهاء الإرهاب من خلال التعاون الذي سنقيمه مع بغداد وإقليم كوردستان العراق“. وهذا التصريح يشير ان هذه الزيارة حملت دلالات مهمة، ويمكن ان تؤسس لمشهد أمني جديد في المرحلة المقبلة بين تركيا والعراق.

إذ لا يزال هناك قلق من تنامي قوة PKK في منطقة سنجار، خاصة مع عدم تطبيق اتفاق سنجار بين بغداد واربيل. وتركيا تحتاج الى مساعدة حكومة بغداد والاقليم لتحجيم هذا الخطر وتبديد المخاوف الموجودة وتنسيق طريقة التعامل مع هذا التواجد العسكري.

وكان قبل اسبوع تم تحرك قطاعات الجيش العراقي وانتشرت قرب الحدود العراقية-السورية لقطع الامدادات بين PKK و PYD. ومن المحتمل ان يتم تحليق الطائرات المسيرة التركية لمراقبة الحدود ببين الطرفين بالاتفاق مع الجانب العراقي.

وربما المرحلة المقبلة أنقرة تتجه إلى توسيع عملياتها العسكرية شمال العراق وان عملية عسكرية تركية برية ضد مقاتلي PKK باتت وشيكة، لكن هذه المرة بالتعاون مع الجيش العراقي وقوات البيشمركة التابع للبرازاني.

كما تمثل تركيا أهمية كبيرة بالنسبة الى اقليم شمال العراق، وخاصة في المجال الاقتصادي كممر لبيع النفط والمعبر الوحيد للتبادل التجاري مع العراق، ويتطلب تطوير هذه العلاقات تعاوناً دائماً وتنسيقاً في كافة الملفات وخاصة الامنية لتوفير المناخ المناسب.

تسميات