f
إن نوع النظام الإقليمي الذي سينشأ في الشرق الأوسط بعد الصراع الإسرائيلي الفلسطيني سوف يتحدد ليس فقط من خلال سياسات القوى العالمية، ولكن أيضا من خلال تفضيلات الدول الرائدة في المنطقة.
إن "الصراع بالوكالة الخاضعة للرقابة" يمكن أن يفيد إيران وإسرائيل. ومع ذلك، سيكون لهذا الوضع آثار ستأخذ التقييمات العالمية والإقليمية لتركيا والمملكة العربية السعودية ومصر والقوى الإقليمية الأخرى إلى بُعد جديد.
من الضروري النظر في الضغط العالمي على إسرائيل، وموقف الولايات المتحدة، وموقف دول المنطقة وأعمال الجهات الفاعلة المسلحة غير الحكومية معا. على المدى القصير، قد يكون التطور الوحيد الذي سيخرج الحرب من مسارها الحالي إلى سياق مختلف تماما هو فتح جبهات جديدة من قبل الجماعات الموالية لإيران. لأنه من المفهوم أنه لا دول الخليج العربية ولا مصر ولا إيران على استعداد للتدخل مباشرة ضد إسرائيل.
إنّ عبارة "الرد سيغيِّر الشرق الأوسط" تحمل كثيراً من الغرور والصلف من جهة، كما تحمل كثيراً من الرغبة في الاستمرار بالعمل حتى السيطرة التامة على منطقة الشرق الأوسط، حيث ترى إسرائيل وقيادتها أنّها لا بدّ أن تقود المنطقة وتتحكم فيها كيفما تشاء.
إن البيئة السياسية في الشرق الأوسط تتغير تدريجيًا، ولكن العديد من بلدان المنطقة تحجم عن اتخاذ خطوات حاسمة لوقف العدوان المستمر. فالعديد من البلدان عالقة على مستوى الخطابة، وتكافح من أجل الانتقال من البيانات الشفوية إلى الأفعال الملموسة.