تكمن أهمية الزيارة في أنّها عالجت العلاقات التركية-الروسية من جهة، وتناولت قضية تشغل الأجندة العالمية وهي تجديد اتفاقية ممر الحبوب التي انتهت قبل شهرين في ظل حاجة ماسة إلى تجديدها لطمأنة الأسواق ومنع حدوث تأثير سلبي عالمي، من جهة أخرى.
سيكون من الإساءة الكبيرة لمستقبل بلدنا وصف رجل الأعمال الذي يأتي للاستثمار أو الطالب الذي يأتي للدراسة أو السائح الذي يأتي في عطلة بأنه "غازي". في غضون ذلك، نحن بحاجة إلى أن نكون في حالة تأهب ضد العمليات الاستخباراتية التي لا تريد أن تكون تركيا مركز الثقل في منطقتها.
إن تركيا في ولاية أردوغان الجديدة ستستمر في اتباع مثل هذه السياسات، من خلال حكومة أقوى، فهي تعمل على إعادة المنطقة إلى سابق عهدها في الوقت الذي تسعى فيه إلى تعزيز قوتها العسكرية الرادعة من أجل مصالحها وأمنها القومي.
تستفيد تركيا بلا شك من علاقاتها الجيدة مع الغرب في تقوية حضورها وعلاقاتها مع حلفاء الغرب في المنطقة أو مع من كانوا حلفاءه أو قريبين منه، ومن زاوية أخرى تستفيد تركيا من تحديها للغرب أيضا ونبرتها الاستقلالية عنه في بعض الأحيان في الظهور كمثال قوي أمام مكونات المنطقة في ظل الانسحاب الأمريكي عن المنطقة.
في السياسة أيضا يعد من الخطأ بل من المصيبة خوض المعارك المتكررة بنفس المعادلات دون تحديث المعطيات فهي مثل مباريات كرة القدم لا يعني أنك فزت على ناد رياضي قبل 4 سنوات أنك ستفوز عليه فقد تغير المدرب واللاعبون وطريقة اللعب.