• إن موقف أنقرة واضح؛ فهي تريد أن ينحسب الجيش الروسي وتدعم استقلال أوكرانيا ووحدة أراضيها بينما تواصل بيع الطائرات المسيرة لأوكرانيا في إطار التعاون معها في مجال الصناعات الدفاعية.
  • بالنظر إلى إدارة الأزمة، للوهلة الأولى، يبدو أن اليد العليا للرئيس الروسي، ومع ذلك كان من المستحيل على الولايات المتحدة وأوروبا تلبية مطالب موسكو المتطرفة. في حقيقة الأمر، تدرك إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أن الأزمة الحالية تمثل اختبارًا حقيقيًا للتفوق والقيادة العالمية للولايات المتحدة.
  • تركيا تعتقد أنها لا تستطيع الاعتماد تماماً وبشكل كافٍ على منظومة S-400 الدفاعية من دون قوة جوية رادعة، ومن جهة أخرى رغم دخول تركيا على خط الدول المتقدمة بسلاح الطائرات المسيّرة فإن هذا السلاح غير كافٍ لحماية قطاع القوة البحرية المتقدم بتركيا أمام المقاتلات التي تمتلكها الدول المنافسة. وعلى الصعيد الدولي يمكن لتركيا من خلال الدخول في صفقة F-16 أن تتجنب عقوبات قانون جاستا الأمريكي.

للمزيد حول هذا الموضوع

  • من الواضح أن القوى التي تسعى لخلق الفوضى الإقليمية والعالمية تلعب أوراقها الأخيرة. فالديمقراطيون في الولايات المتحدة ومعظم المؤسسات والدول الأوروبية طلبوا من إيران التحلي بالصبر والامتناع عن الانتقام الذي قد يؤدي إلى اضطراب العالم ودخوله في حروب طاحنة لا يخرج أحد منها رابحاً.

  • وفيما يتعلق بسياسة الإدارة الأمريكية القادمة بشأن تركيا فمن المؤكد أنها ستعكس ميزان القوى العالمي وأولويات واشنطن في الشرق الأوسط. وإذا تحرك بايدن لتمكين الناتو ومواجهة روسيا، فسيكون ثقل أنقرة حاسماً في التضامن داخل الحلف وكقوة موازنة بحكم الأمر الواقع ضد موسكو في ليبيا وسوريا والقوقاز. ويمكن لتركيا أن تمارس نفوذاً أكبر على أوروبا الشرقية ومنطقة البحر الأسود أيضاً.

  • يمكن القول إن دولاً مثل فنزويلا وإيران وروسيا هي الدول الأكثر متابعة للانتخابات الأمريكية. أما بالنسبة لأنقرة التي اتخذت نهجاً مستقلاً منذ عهد بعيد؛ لن يكون لفوز ترامب أو بايدن أهمية كبيرة، بالرغم من إعلان بايدن عن "رغبته اسقاط الحكومة في تركيا عبر دعم المعارضة". هذا لأن الضغوطات التي مارستها الولايات المتحدة في عهد ترامب على تركيا لم تكن أقل من تلك التي مارستها في عهد أوباما الذي كان بايدن نائباً له.