Irak'ta düzenlenen "Bağdat İş Birliği ve Ortaklık Konferansı" toplantıları, başkent Bağdat'taki Hükümet Sarayı'nda başladı. Konferansa katılan Irak Başbakanı Mustafa el-Kazımi (ortada), Kuveyt Başbakanı Şeyh Sabah Halid Hamad el-Sabah (solda), Birleşik Arap Emirlikleri (BAE) Devlet Başkan Yardımcısı, Başbakan ve Dubai Emiri Şeyh Muhammed bin Raşid Al Maktum (sağda), Katar Emiri Şeyh Temim bin Hamad Al Sani (sol 3), Ürdün Kralı 2. Abdullah (sağ 6), Fransa Cumhurbaşkanı Emmanuel Macron (sol 4), Türkiye Dışişleri Bakanı Mevlüt Çavuşoğlu (sağ 7),Suudi Arabistan Dışişleri Bakanı Faysal bin Ferhan Al Suud (sol 5), İran Dışişleri Bakanı Hüseyin Emir Abdullahiyan (sağ 2), Arap Birliği Genel Sekreteri Ahmed Ebu Gayt (sağ 5), Mısır Cumhurbaşkanı Abdülfettah es-Sisi (sağ 4), Körfez İşbirliği Konseyi (KİK) Genel Sekreteri Nayif el-Hacraf (sağ 3) ve İslam İşbirliği Teşkilatı (İİT) Genel Sekreteri Yusuf el Useymin (sol 2) aile fotoğrafı için yerini aldı. ( Royal Hashemite Court - Anadolu Ajansı )

إسرائيل والمصالحات الإقليمية

كانت إسرائيل المستفيد الأول من مرحلة الصراعات في المنطقة، ولهذا لن تكون مرحبة بمرحلة المصالحات الحالية

تحفل الساحة الإقليمية بزيارات ولقاءات عالية المستوى بنكهة المصالحات وفتح صفحة جديدة في العلاقات، وقد رأينا في البداية المصالحة الخليجية في قمة العلا في يناير 2021، والحوار التركي المصري، بالرغم أنه ما زال في مستوى منخفض، واللقاء البارز بين الرئيس أردوغان وولي العهد الإماراتي محمد بن زايد، واللقاءات بين مسؤولين أتراك وسعوديين وزيارة طحنون بن زايد لإيران ولقاءه بمسؤولين إماراتيين، بالإضافة إلى الحوار السعودي الإيراني الذي بدأ في بغداد.

تشير كل هذه التطورات إلى أننا أمام نقطة تحول في المجال الإقليمي، وبالطبع تتعدد التفسيرات لكل أسباب ذلك ولكن ما من شك أن أي طرفين يلتقيان في حوار أو تقارب يكون هناك مصلحة لكلا الطرفين مع تفاوت التقديرات في هذه المصالح.

هناك معادلة تحكم العلاقات الإقليمية لدى دول الخليج وهي مبنية على تصور التهديد، وفي الماضي كانت دول الخليج كلما شعرت بالتهديد من إيران كانت تقترب من تركيا لأنها دولة لديها قوة وإمكانات ودولة لديها تنافس تاريخي مع إيران. ويمكنها أن تحقق نوعا من التوازن مع إيران.

ولكن نعلم أن دول الخليج كانت في مواجهة إيران منذ الثورة الإيرانية، كما أنها وضعت نفسها في مواجهة تركيا بعد دعم تركيا للربيع العربي، وخافت من طموحات تركيا لقيادة العالم السني، ولهذا كان هناك تقارب لبعض دول الخليج مع إسرائيل. وهذا وضع في الحقيقة ليس متوازناً ويبقي دول الخليج في حالة من الخطر.

وإذا نظرنا إلى الموقف الإسرائيلي تجاه المصالحات في المنطقة، فقد كانت فترة العشر سنوات الماضية فترة صراعات في منطقة الشرق الأوسط من سوريا إلى الخليج إلى شمال إفريقيا، وكانت إسرائيل هي اللاعب الأكثر استفادة من هذه الحالة، وقد رأينا كيف استطاعت تقوية علاقاتها مع بعض دول الخليج من خلال إقناعها بوجود تصور مشترك للتهديدات، وكيف استطاعت حتى أن تطبع علاقاتها مع المغرب والسودان الذين لا يوجد عليهم خطر من الإسلاميين أو حتى من إيران. لقد كانت إسرائيل المستفيد الأول من مرحلة الصراعات في المنطقة، ولهذا لن تكون مرحبة بمرحلة المصالحات الحالية. وخاصة بأي مصالحات خليجية إيرانية.

وأيضا تهدد المصالحات طموح إسرائيل بالقيادة الإقليمية وفي الحقيقة كانت بعض دول الخليج مخطئة في التقدير عندما ظنت أن إسرائيل يمكن أن تحقق لها نوعا من الأمن والحماية الذي يمكن أن تتراجع عنه واشنطن. وهذا سبب آخر يجعل إسرائيل لا ترحب بالمصالحة من قبل دول الخليج سواء مع تركيا أو مع إيران.

وعلى البعد المحلي هناك مرحلة جديدة في إسرائيل بعد فترة بنيامين نتنياهو حيث يوجد حكومة ضعيفة في عهد نفتالي بينيت، وهو أمر تدركه دول الخليج حيث كانت فترة نتنياهو أثناء فترة ترامب في واشنطن بمثابة فترة ذهبية لإسرائيل، ولكن ترامب قد غادر ونتنياهو خسر أمام تحالف هش قد يتفكك في أي لحظة.

كما أن إسرائيل تدرك أن دول الخليج أصبحت أكثر خوفا بعد انسحاب إدارة بايدن من أفغانستان دون تنسيق، وأن إدارة بايدن تحاور إيران مع تجاهل نسبي لموقف إسرائيل، وهذا يجعل إسرائيل أكثر انزعاجا وضغطا.

من جهة أخرى وعلى المستوى الاستثماري تريد إسرائيل أن تتوجه استثمارات دول الخليج الغنية إليها ولا تريد الاستثمارات الخليجية أن تتجه إلى تركيا وإيران. وقد رأينا أن ولي عهد الإمارات قد تعهد في آخر زيارة له لتركيا باستثمار 10 مليار دولار. فضلا عن تطور الأمر من الاستثمارات التجارية إلى أمر أكثر توثيقا واعتمادية في العلاقات إلى صفقات التصنيع العسكري حيث يمكن لتركيا على سبيل المثال أن توفر بديلا، وقد رأينا كيف استبق ماكرون المرحلة وقام بتوقيع صفقات مع الدول الخليجية في زيارته الأخيرة منها صفقة بقيمة 19 مليار دولار مع الإمارات.

من وجهة نظر دول الخليج العربي يبدو أن ما تقدمه العلاقة الجيدة مع تركيا وإيران لدول الخليج هو أكثر فائدة وأكثر استدامة مما تقدمه العلاقة مع إسرائيل. لأن هذه الدول منخرطة مع الأوضاع في الخليج بشكل أكبر ويمكن أن تؤثر بشكل أكبر كما أن تلويح إسرائيل بضربة للمشروع الإيراني لا يزيد دول الخليج إلا قلقا من أن تكون هي ضحية الرد والانتقام الإيراني وقد كان ما حدث في أرامكو نموذجا مصغرا. وعلى كل الأحول كل عاقل ومنتم لهذه المنطقة يتمنى أن تتحق المصالحات الإقليمية والاستقرار لصالح مصالح المنطقة وشعوبها وبالتأكيد أن هذا أمر لا تريده إسرائيل.

تسميات