شـــهدت الدولـــة التركيـــة الحديثـــة منـــذ تأسيســـها الكثيـــر من التحـــولات ولكـــن مـــع قـــدوم حـــزب العدالـــة والتنميـــة إلـــى الحكم في عـــام 2002 اســـتطاع أن يقود المشـــهد السياســـي والاقتصادي والاجتماعـــي فـــي تركيـــا بطريقـــة مميـــزة ونموذجيـــة وقـــد عايش الحـــزب فـــي هـــذا الطريـــق الكثير مـــن العوائـــق والصعوبـــات التي هـــددت حتـــى بقاءه في ســـدة الحكـــم كان آخرها محاولـــة انقلابية فاشـــلة فـــي 15 تمـــوز 2016، ومع مـــرور 15 عاما علـــى وجوده في الحكـــم فـــإن حزب العدالـــة والتنمية قدم نماذج عـــدة وراكم خبرات وقـــاد تحـــولات فـــي كافـــة المجـــالات ولهـــذا فقـــد كان مـــن المهم تقييـــم تجربـــة الحزب خلال 15 عاما والاطلاع علـــى دوره ونضاله والعقبـــات التـــي واجهتـــه والكيفية التـــي تعامل بهـــا معها.

ويقـــدم الكتاب الذي بيـــن أيدينا للقاريء العربـــي إطلالة تقيمية شـــاملة على تجربـــة حزب العدالـــة والتنمية في مجالات السياســـة والاقتصـــاد والاجتمـــاع مـــن خـــال مســـاهمات نخبويـــة أكاديميـــة وسياســـية متابعـــة للتجربـــة عن كثب ومعايشـــة للواقـــع الذي يعمل فيه حـــزب العدالـــة والتنمية.

يبـــدأ الكتـــاب بمســـاهمة قيمـــة مـــن البرفســـور برهـــان الديـــن ضـــوران بعنـــوان “شـــيفرات التحـــول الأيديولوجـــي لحـــزب العدالة والتنميـــة” يتناول فيها ماهية أيديولوجيـــة الحزب وخطابات الهوية والمراجـــع الأيديولوجيـــة التي لجأ إليها حزب العدالـــة والتنمية من أجل تشـــكيل السياســـات التي أراد تطبيقها عند إحـــداث التحولات فـــي تركية، آخذين بالحســـبان التحولات التـــي حصلت في الخطاب الأيديولوجي من حيث عاملي الاســـتدامة والتغيير، بفعل السياسات المتغيرة في ســـياق حقائـــق الظروف الإقليميـــة والدولية.

تسميات