مسار المباحثات الاستكشافية
يبدو أن اتخاذ قرار بدء المفاوضات بين تركيا واليونان مجدداً أتي نتيجة التوترات المتعلقة بالمجالات البحرية لكلا البلدين في البحر المتوسط التي شهدته العلاقات بينهما في الفترة الأخيرة. السؤال الأول الذي يرد إلى الذهن على إثر هذا القرار هو إلى أي مدى تغيرت الظروف من الماضي إلى الآن؟ وإلى أي مدى هي مبشرة بحل شامل؟
لدى تركيا واليونان تاريخ طويل من العلاقات حافل بالأزمات، ويرتبط جزء كبير من هذه الأزمات بجزر بحر إيجة والمجالات البحرية والجوية الخاصة بها، وهو الأمر المستمر حتى اليوم. فبالرغم من صياغة بعض الأحكام المتعلقة بالوضع القانوني لبحر إيجة في اتفاقية لوزان للسلام عام 1923 واتفاقية باريس للسلام عام 1947، إلا أنّ كافة المشاكل لم يتم حلها جذرياً. حيث فتح تفسير بعض من أحكام الاتفاقيات سالفة الذكر وتطبيقها الباب عاة مصراعيه أمام حدوث الخلافات بين البلدين، من ناحية أخرى، لم يتم التمكن من حل كافة الأمور المتعلقة بحقوق البلدين في بحر إيجة من خلال الإجراءات الدولية. وبينما كانت تلك المشاكل بانتظار الحل، بدأت الخلافات حول ترسيم المجالات البحرية شرقي المتوسط في التصاعد في الفترة الأخيرة. وقد أُدخلت مشكلة ترسيم البحر المتوسط ضمن المشاكل الواجب حلها من خلال قيام الطرفين بعقد المباحثات وتحقيق التوافق.
